فأقام (صلى الله عليه و سلم) بها إلى أن مات (صلى الله عليه و سلم) في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، و كان بين خروجه من مكة و وفاته ثمانون ليلة.
فثبت ما ذكرنا: من أنه لم يحج من المدينة إلّا حجة واحدة و هي حجة الوداع، و اعتمر عمرتين، عمرة في سنة سبع و هي التي تسمى عمرة القضية، بعد أن صده المشركون عن العمرة بالحديبية فأحل و رجع، و عمرة من الجعرانة في سنة ثمان بعد فتح مكة.
فهذا جميع إحرامه (صلى الله عليه و سلم) بعد نزول فرض الحج و العمرة عليه.
(811) قوله: «فنزل و هو في الطريق»: أخرج البيهقي في الدلائل [7/ 137] من حديث الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ الآية، قال:
نزلت بمنى، و بينها و بين موت النبي (صلى الله عليه و سلم) واحد و ثمانون يوما، و عزاه في الدر المنثور أيضا للفريابي، و عبد بن حميد، و ابن المنذر، و رجح آخريتها الحافظ في الفتح عما سواها مما روي في أواخر ما نزل لما في الآية من الإشارة لمعنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول، قال: و قد حكى ابن عبد السلام أن النبي (صلى الله عليه و سلم) عاش بعد نزولها إحدى و عشرين يوما، و قيل: سبعا.