الظهر ركعتين و العصر ركعتين بأذان و إقامتين، ثم راح إلى الموقف، فاستقبل القبلة و استدبر الصخرات، و جعل حبل المشاة بين يديه.
803- و كان يوم جمعة- و أنزل عليه بالموقف: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْالآية، فلم يزل (صلى الله عليه و سلم) واقفا يدعو و يحرّض الناس على الدعاء حتى غابت الشمس.
قوله: «و جعل حبل المشاة»: بالحاء المهملة ثم موحدة ساكنة كما في الأصول، و هو المشهور في الرواية، قال القاضي عياض: و هو الأشبه، و حبل المشاة مجتمعهم.
و رجح المحب الطبري ضبطه بالجيم، قال: لأن الواقف- يعني: بموقف النبي (صلى الله عليه و سلم)- يكون جبل إلال بين يديه، قال: و هو جبل المشاة، و تعقبه العز بن جماعة في المناسك [3/ 1007] بقوله: و فيه نظر، لأن المشهور في الرواية: حبل المشاة- بالحاء المهملة- قال: و هو طريقهم الذي يسلكونه في الرمل، و عكس ذلك الخطابي فقال: أما الجيم فمعناه طريقهم و حيث تسلك الرجّالة، و الحبال: ما كان دون الجبال في الارتفاع.
(803) قوله: «و كان يوم جمعة»: أخرج الشيخان و اللفظ للبخاري في الإيمان، باب زيادة الإيمان و نقصانه، من حديث طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية؟ قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم و المكان الذي نزلت فيه على النبي (صلى الله عليه و سلم) و هو قائم بعرفة يوم جمعة.