فقالت له- فيما يزعمون-: يا ابن عم اني قد رغبت فيك لقرابتك مني، و شرفك في قومك، وسطتك [1] فيهم، و أمانتك عندهم، و حسن خلقك، و صدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها، و كانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، و أعظمهم شرفا، و أكثرهم مالا، كل قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو يقدر على ذلك.
و هي خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، و أمها فاطمة ابنة زيد بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و أمها هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عبد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، و أمها فلانة ابنة سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، و أمها عاتكة ابنة عبد العزى بن قصي، و أمها ريطة ابنة كعب بن سعد ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، و أمها قيلة ابنة حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، و أمها أميمة ابنة عامر بن الحارث بن فهر، و أمها ابنة سعد بن كعب بن عمرو، من خزاعة، و أمها فلانة ابنة حرب بن الحارث بن فهر، و أمها سلمى بنت غالب بن فهر، و أمها ابنة محارب بن فهر.
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فلما قالت لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ما قالت، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه منهم حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على أسد بن أسد، فخطبها إليه فتزوجها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فولدت له قبل أن ينزل عليه الوحي ولده كلهم: زينب، و أم كلثوم، و رقية، و فاطمة و القاسم، و الطاهر و الطيب، فأما القاسم، و الطاهر و الطيب فهلكوا قبل الاسلام، و بالقاسم كان يكنى (صلى اللّه عليه و سلّم)، فأما بناته فأدركن الإسلام، و هاجرن معه، و اتبعنه، و آمن به (عليه السلام).