فثنى زبيرا بحيرا فانثنى* * * في القوم بعد تجادل و بعاد
و نهى دريسا فانتهى عن قوله* * * حبر يوافق أمره برشاد
و قال أبو طالب أيضا:
أ لم ترني من بعد همّ هممته* * * بفرقه [1]حرّ الوالدين كرام
بأحمد لما أن شددت مطيتي* * * برحلي و قد [2] و دعته بسلام
بكى حزنا و العيس قد فصلت بنا* * * و أخذت بالكفين فضل زمام
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة* * * تجود من العينين ذات سجام
فقلت: تروح راشدا في عمومة* * * مواسين في البأساء غير لئام
فرحنا مع العير التي راح أهلها* * * شآمي الهوى و الأصل غير شآمي
فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا* * * لنا فوق دور ينظرون جسام
فجاد بحيرا عند ذلك حاشدا* * * لنا بشراب طيب و طعام [4]
فقال: اجمعوا أصحابكم لطعامنا* * * فقلنا جمعنا القوم غير غلام
يتيم، فقال: ادعوه إن طعامنا* * * كثير، عليه اليوم غير حرام
فلما رآه مقبلا نحو داره* * * يوقيه حرّ الشمس ظل غمام
حنا رأسه شبه السجود و ضمه* * * إلى نحره [3] و الصدر أيّ ضمام
و أقبل ركب يطلبون الذي رأى* * * بحيرا من الأعلام وسط خيام
فثار إليهم خشيّة لعرامهم* * * و كانوا ذوي دهى معا و عرام
دريسا و تمّاما و قد كان فيهم* * * زبيرا و كل القوم غير نيام
فجاءوا و قد همّوا بقتل محمد* * * فردهم عنه بحسن خصام
بتاويله التوراة حتى تفرقوا* * * و قال لهم: ما أنتم بطغام
فذلك من أعلامه و بيانه* * * و ليس نهار واضح كظلام
[1] في ع لفرقة.
[2] في ع لترحل اذ.
[3] في ع نجده.