responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 75

ابن عبد اللّه بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا! ثم قام إليه فاحتضنه، ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا، و ينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته، حتى إذا فرغ القوم من الطعام و تفرقوا قام بحيرا فقال له: يا غلام أسألك باللات و العزى إلّا أخبرتني عما أسألك عنه، و إنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما، فزعموا أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) قال له: لا تسلني باللات و العزّى شيئا، فو اللّه ما أبغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرا: فباللّه إلّا أخبرتني عما أسلك عنه، قال: سلني عما بدا لك، فجعل يسأله عن أشياء من حاله: من نومه، و هيئته، و أموره، فجعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده‌ [1]، فلما فرغ منه أقبل على عمّه أبي طالب فقال له:

ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال له بحيرا: ما هو بابنك، و ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟

قال: مات و أمه حبلى به، قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده، و احذر عليه اليهود، فو اللّه لئن رأوه و عرفوا منه ما عرفت ليبغنّه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.

فزعموا فيما يتحدث‌ [2] الناس أن زبيرا [3] و تمّاما، و دريسا، و هم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)- في ذلك السفر الذي كان‌


[1] من اجل خاتم النبوة و صفاته انظر الروض: 1/ 206.

[2] في ع: يحدث.

[3] في الروض: 1/ 206 «زريرا».

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست