responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 63

مقدمتك، لي، فقال أبو يكسوم: و اللّه لقد رأيتك فأعجبتني، ثم تكلمت، فزهدت فيك، فقال له: و لم أيها الملك؟ قال: لأني جئت إلى بيت هو منعتكم من العرب، و فضلكم في الناس، و شرفكم عليهم، و دينكم الذي تعبدون، فجئته لأكسره، و أصيبت لك مائتا بعير، فسألتك عن حاجتك، فكلمتني في إبلك، و لم تطلب إليّ في بيتكم! فقال له عبد المطلب: أيها الملك، إنما أكلمك في مالي، و لهذا البيت رب هو يمنعه، لست أنا منه في شي‌ء، فراع ذلك أبا يكسوم، و أمر برد إبل عبد المطلب عليه، و رجع عبد المطلب.

و أمسوا في ليلتهم تلك، فأمست ليلة كالحة، نجومها كأنما تكلمهم كلاما، لاقترابها منهم، و أحست أنفسهم بالعذاب، و خرج دليلهم حتى دخل الحرم، و تركهم، و قام الأشعريون و خثعم، فكسروا رماحهم و سيوفهم، و برئوا إلى اللّه تعالى أن يعينوا على هدم البيت، فباتوا كذلك بأخبث ليلة، ثم أدلجوا بسحر، فبعثوا فيلهم يريدون أن يصبحوا مكة، فوجهوه إلى مكة، فربض، فضربوه فتمرغ، فلم يزالوا كذلك حتى كادوا يصبحون، ثم إنهم أقبلوا على الفيل، فقالوا: لك اللّه ألا نوجهك إلى مكة، فجعلوا يقسمون له، و يحرك أذنيه، يأخذ عليهم، حتى إذا أكثروا من القسم، انبعث، فوجهوه إلى اليمن راجعا، فتوجه يهرول، فعطفوه حين رأوه منطلقا، حتى إذا ردوه إلى مكانه الأول، ربض و تمرغ، فلما رأوا ذلك، أقسموا له، و جعل يحرك أذنيه يأخذ عليهم، حتى إذا أكثروا، انبعث، فوجهوه إلى اليمن، فتوجه يهرول، فلما رأوا ذلك ردوه، فرجع معهم حتى إذا كان في مكانه الأول، ربض فضربوه، فتمرغ، فلم يزالوا كذلك، فعالجوه، حتى كان مع طلوع الشمس، طلعت عليهم الطير معها، و طلعت عليهم طير من البحر أمثال اليحاميم سود، فجعلت ترميهم و كل طائر في منقاره حجر، و في رجليه حجران، فإذا رمت بتلك مضت، و طلعت أخرى، فلا تقع حجرة من حجارتهم تلك على بطن إلا خرقته، و لا عظم إلّا أوهاه و نقبه.

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست