ذي همة ليس له عينان* * * حتى أراه رافع اللسان
أنت الذي سميت في الفرقان* * * في كتب ثابتة المثاني
أحمد مكتوبا على اللسان
و قال عبد المطلب حين فرغ من شأن عبد اللّه، و فرج عنه ما كان فيه من البلاء و ألهم بذبحه:
دعوت ربي دعوة المناصح* * * دعوة مبتاع رضاه رابح
فاللّه عند قسمه المنائح* * * أعطى على الشح من المشاحح
زمزم لا يمتاحها الممائح* * * إلا الدلاء الزبد السوافح
كم من حجيج مغتد و رائح* * * جاد بها من بعد لوح اللائح
سقيا على رغم العدو الماشح* * * بعد كنوز الحلي و الصفائح
حلي لبيت اللّه ذي المسارح* * * بيت عليه النور كالمصابح
بنيان إبراهيم ذي المسابح* * * بناه بالرفق و حلم راجح
بين الجبال الصم و الصرادح* * * فهو مثاب لذوي الطلائح
ينتابه من كل فج نازح* * * مشتبه الأعلام و الصحاصح
و قال عبد المطلب:
الحمد للخالق لا العباد* * * لما رأى جدي و اجتهادي
و انني موفيه بالميعاد* * * و العهد إن العهد ذو معاد
فرج عني كربة الفؤاد* * * و نال مني فدية المفادي
فاديت عبد اللّه من تلادي* * * إن البنين فلذ الأكباد
ثماره كالقرع للفؤاد* * * أدم و حمر كلها تلاد
قلت للحباسى لها ذواد* * * هل منكم من صيت ينادي
الإبل نهب بين أهل الوادي* * * فتركوها و هي في عصواد
يركبها بالآلة الحداد* * * كأنها رهو من المزاد
يردي بها ذو أحبل صياد* * * و راح عبد اللّه في الأبراد