ليسمع كلامك الآن. قال فأنت و اللّه أصدق عندي من ابن قميئة و أبر، لقول ابن قميئة: قتلت محمدا، ثم نادى أبو سفيان: إنه قد كان في قتلاكم مثل [1] و اللّه ما رضيت و ما سخطت و ما أمرت و لا نهيت، و لما انصرف أبو سفيان و من معه نادى: إن موعدكم بدر العام المقبل، فقال رسول اللّه لرجل من أصحابه: قل:
نعم هي بيننا و بينك موعدا، ثم بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) علي بن أبي طالب فقال:
أخرج في إثر القوم فانظر ما ذا يصنعون، و ما ذا يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل و امتطوا الابل [فإنهم يريدون مكة، و ان ركبوا الخيل و ساقوا الابل] [2] فانهم يريدون المدينة، و الذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم، قال علي رحمة اللّه عليه: فخرجت في إثرهم أنظر ما ذا يصنعون، فلما جنبوا الخيل، و امتطوا الابل، و وجهوا إلى مكة، أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم ما أمرني به رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) لما بي من الفرح إذ رأيتهم انصرفوا عن المدينة.
اخبرنا عبد اللّه بن الحسن الحراني قال: نا النفيلي قال: نا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال: و فزع الناس لقتلاهم، فقال رسول اللّه- كما حدثني محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن [أبي] [3] صعصعة المازني أخو بني النجار: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع (16- و) أخو بلحارث بن الخزرج في الأحياء أو في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول اللّه ما فعل، فنظر فوجده جريحا في القتلى، به رمق، فقال له: إن رسول اللّه أمرني أن أنظر له في الأحياء أنت أم في الأموات، قال: فأنا في الأموات فأبلغ رسول اللّه عني السلام، و قل له: إن سعد بن الربيع يقول: جزاك اللّه عنا خير ما جزى نبيا