نا يونس عن أبي خلدة خالد بن دينار عن أبي العالية قال: لما أسلم أبو هريرة قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): ممن أنت؟ فقال: من دوس، فوضع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يده على جبينه ثم نفضها، فقال: ما كنت أرى من دوس أحدا فيه خير.
نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فتسميت في الاسلام عبد الرحمن، و إنما كناني [1] بأبي هريرة أني كنت أرعى غنما له فوجدت أولاد هرة وحشية فجعلتها في كمي فلما (144) أرحت عليه غنمه سمع أصواتهن في صفني [2]، فقال: ما هذا يا عبد شمس؟ فقلت: أولاد هر وجدتها، قال: فأنت أبو هريرة فلزمتني بعد.
نا يونس قال: قال ابن إسحاق: و كان وسيطا في دوس حيث يحب أن يكون منهم.
نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد اللّه عن هزان بن سعيد قال: أتيت بيت المقدس فلقيت بها علي بن عبد اللّه بن العباس فسلمت عليه، فقال لي: من أنت؟
قلت: رجل من أهل الرها [3]، قال: مرحبا برجل من قوم أوصى بهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، ثم قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): أوصيكم بالرهاويين و الدوسيين و الداريين خيرا. فزعم عبد الرحمن أن هذه أسماء من قبائل العرب.
[1] أي رسول الله صلى عليه و سلم- هنا و هناك خلاف شديد حول اسمه- انظر طبقات ابن سعد 4/ 325، طبقات خليفة بن خياط 1/ 252. الاصابه: 4/ 200، الاستيعاب 4/ 200.
[2] الصفن: القربة يكون فيها المتاع، و هي أيضا خريطة تكون للراعي فيها طعامه و زناده و ما يحتاج إليه، و قد تكون مثل الدلو أو الركوة.