طلحة، عن عائشة زوج النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) أنها قالت: ماء زمزم طعام طعم، و شفاء سقم.
حدثنا أحمد قال: ثنا يونس، عن ابن إسحاق قال: و وجد عبد المطلب أسيافا مع الغزالين، فقالت قريش: لنا معك يا عبد المطلب في هذا شرك و حق، فقال: لا، و لكن هلموا إلى أمر نصف بيني و بينكم، نضرب عليها بالقداح [1]، فقالوا: فكيف تصنع؟ قال: أجعل للكعبة قدحين، و لكم قدحين، ولي قدحين، فمن خرج له شيء كان له، فقالوا: قد أنصفت، و قد رضينا، فجعل قدحين أصفرين للكعبة، و قدحين أسودين لعبد المطلب، و قدحين أبيضين لقريش، ثم أعطوها الذي يضرب بالقداح، و قام عبد المطلب يدعو اللّه و يقول:
اللهم أنت الملك المحمود* * * ربي و أنت المبدئ المعيد
و ممسك الراسية الجلمود* * * من عندك الطارف و التليد
إن شئت ألهمت ما تريد* * * لموضع الحلية و الحديد
فبيّن اليوم لما تريد* * * إني نذرت عاهد العهود
أجعله ربي فلا أعود
و ضرب صاحب القداح، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة، فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة، فكانا أول ذهب حليته، و خرج الأسودان على السيوف و الأدراع [2] لعبد المطلب فأخذها.
[1] القداح أسهم خشبية كان يكتب على بعضها، أو يتم تلوينها و تطمر في الرمل ثم تستخرج واحدا تلو الآخر فما جاء فيها أخذ به، و من أجل مزيد من الشرح أنظر سيرة ابن هشام: 1/ 345.