نا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: وهبن لرسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) نساء أنفسهن، فدخل ببعضهن، و أرجأ بعض فلم يقربهن حتى توفي، و لم ينكحن بعده، فيهن أم شريك، فذلك قوله: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَ مَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ». [1]
نا أحمد قال: نا أبي عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن أبي رزين في قول اللَّه تعالى: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» فكان فيمن أرجأ رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) سودة، و أم حبيبة، و ميمونة، فأراد فراقهن فقلن لا تفارقنا و دعنا على حالنا و اقسم لنا ما شئت من نفسك و مالك، قال: فتركهن على حالهن و قسم لهن ما شاء، قال: و كان ممن آوى: عائشة، و أم سلمة، و زينب، و حفصة، و كانت قسمته من نفسه و ماله بينهن سواء.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت أغار، فقلت لامرأة ممن وهبت نفسها لرسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم): أ ما تستحي (133) المرأة أن تهب نفسها بغير صداق، و كان رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) قد اعتزل بعضهن، و كنت على رجاء فلما نزل: «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَ مَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ» أيست و قلت: إني لأرى ربك يسارع لك في هواك.
نا يونس عن عنبسة بن الأزهر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن عند رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) امرأة وهبت نفسها له.
نا يونس عن أبي سلمة الهمذاني عن الشعبي: نزل على رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم): «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها[2]» الى آخر الآيتين، فخيرهن رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) فاخترن اللَّه و رسوله و الدار الآخرة، فشكر اللَّه لهن ذلك و أنزل اللَّه عليه: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ». [3]