نا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: كانت جويرية من ملك يمين رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) فأعتقها و استنكحها و جعل مهرها عتق كل مملوك من بني المصطلق.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: ثم تزوج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بعد جويرية صفية ابنة حيي، و كانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فمات عنها رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) و لم يصب منها ولدا.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار قال لما افتتح رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) حصن ابن أبي الحقيق [1] أتي بصفية ابنة حيي و معها ابنة عم [2] لها حاء بها بلال فمر بهما على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها، و صاحت و حثت التراب على رأسها، فقال رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) غربوا هذه الشيطانة عني، و أمر بصفية خلفه و غطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، و قال رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) لبلال، حيث رأى من اليهودية ما رأى: يا بلال نزعت منك الرحمة حين تمر بامرأتين على قتلاهما، و قد كانت صفية رأت قبل ذلك (331) أن قمرا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها فضرب وجهها ضربة أثر فيه، و قال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكون عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتي بها رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فسألها عنه، فأخبرته خبره.
[1] حدث سقط و اضطراب في السطر الأول من رواية ع، و كان أمر ابن أبي الحقيق سنة خمس للهجرة في غزوة بني قريظة، انظر الروض: 3/ 267.