نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: تزوج رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بعد زينب بنت جحش (130) جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، و كانت قبله عند ابن عم لها يقال له ابن ذي الشفر [1]، فمات رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) و لم يصب منها ولدا.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة أنها قالت: لما قسّم رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) سبايا بني المصطلق [2] وقعت جويرية ابنة الحارث في السهم لثابت بن قيس و لابن عم له، فكاتبته على نفسها، و كانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم) تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فو اللّه ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها و قلت: سيرى منها مثلما رأيت، فلما دخلت عليه قالت: يا رسول اللّه أنا جويرية ابنة الحارث، سيد قومه، و قد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك و قد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال رسول اللَّه (صلى اللّه عليه و سلّم): أو خير من ذلك، أودي عنك كتابتك و أتزوجك؟ فقالت: نعم، ففعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فبلغ الناس أن رسول اللَّه س (صلى اللّه عليه و سلّم) تزوجها، فقالوا: أصهار رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على أهل بيت منها.
[1] في أنساب الأشراف: 1/ 441 «مسافع بن صفوان بن ذي الشفر».
[2] هزم بنو المصطلق يوم المريسع في السنة الخامسة للهجرة، انظر مغازي الواقدي: