responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 25

ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك، فأتي، فقيل له:

احفر المضنونة، فقال: و ما المضنونة؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه، فأتي، فقيل له: احفر طيبة، فقال: و ما طيبة؟ ثم ذهب عنه، فلما كان الغد عاد لمضجعه فنام فيه، فأتي فقيل له: احفر زمزم، فقال:

و ما زمزم؟ فقال: لا تنزف و لا تذم، ثم نعت له موضعها.

فقام فحفر حيث نعت له، فقالت له قريش: ما هذا يا عبد المطلب؟ فقال:

أمرت بحفر زمزم، فلما كشف عنه، و أبصروا الطوي، قالوا: يا عبد المطلب إن لنا لحقا فيها معك، إنها لبئر أبينا إسماعيل، فقال: ما هي لكم، لقد خصصت بها دونكم، قالوا: فحاكمنا، فقال: نعم، فقالوا: بيننا و بينك كاهنة بني سعد بن هذيم، و كانت بأشراف الشام.

فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه، و ركب من كل بطن من أفناء قريش نفر، و كانت الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الشام و الحجاز، حتى إذا كانوا بمفازة من تلك البلاد، فني ماء عبد المطلب و أصحابه حتى أيقنوا الهلكة، فاستسقوا القوم، قالوا ما نستطيع أن نسقيكم، و إنّا لنخاف مثل الذي أصابكم، فقال عبد المطلب لأصحابه: ما ذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلّا تبع لرأيك، قال: فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته بما بقي من قوته، فكلما مات رجل منكم، دفعه أصحابه في حفرته، حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه، فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم، ففعلوا.

ثم قال: و اللّه إن إلقاءنا بأيدينا للموت، لا نضرب في الأرض و نبتغي، عجز. فقال لأصحابه: ارتحلوا، فارتحلوا، و ارتحل، فلما جلس على ناقته، و انبعثت به، انفجرت عين من تحت خفها بماء عذب، فأناخ و أناخ أصحابه، فشربوا، و استقوا و سقوا، ثم دعوا أصحابهم: هلموا إلى الماء، فقد سقانا اللّه عز و جل، فجاؤوا فاستقوا و سقوا، ثم قالوا: يا عبد المطلب، قد و اللّه قضي لك، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة، لهو الذي سقاك زمزم، انطلق، فهي لك، فما نحن بمخاصميك.

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست