نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فقال أبو جهل و عتبة و شيبة ابنا ربيعة، و العاصي بن سعيد، و أمية بن خلف: يا معشر قريش إن هذا الأمر يزداد و إن أبا طالب ذو رأي و شرف و سن، و هو على دينكم، و هو اليوم مدنف، فامشوا إليه فأعطوه السواء يأخذ لكم و عليكم في ابن أخيه، فإنكم إن خلوتم بعمر بن الخطاب و بحمزة بن عبد المطلب و قد خالفا دينكم تكون الحرب بينكم و بين قومكم، فأقبلوا يمشون إلى أبي طالب حتى جاءوه فقالوا:
أنت سيدنا و أنصفنا في أنفسنا، و قد رأيت الذي فعل هؤلاء السفهاء مع ابن أخيك، من تركهم آلهتنا و طعنهم في ديننا، و قد فرق بيننا محمد و أكفر آلهتنا و سب آباءنا، فأرسل إلى ابن أخيك، فأنت بيننا عدل.
قال: فأرسل أبو طالب إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فأتاه، فقال: هؤلاء قومك و ذووا أسنانهم و أهل الشرف منهم، و هم يعطونك السواء، فلا تمل عليهم كل الميل، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): قولوا أسمع قولكم، فقال أبو جهل بن هشام:
ترفضنا من ذكرك، و لا تلزمنا و لا من آلهتنا، في شيء فندعك و ربك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): إن أعطيتكم ما سألتم، أ معطي أنتم كلمة واحدة لكم فيها خير، تملكون بها العرب و تدين لكم بها العجم، فقال أبو جهل، و هو مستهزئ نعم للّه أبوك كلمة نعطيكها و عشرة أمثالها، فقال: قولوا: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، فنفروا من كلامه و خرجوا مفارقينه [1] و قالوا: «امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ. ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا