نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فكان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) على مثل ذلك من أمره يدعو القبائل إلى اللّه و إلى الإسلام، يعرض عليهم نفسه و ما جاء به من اللّه تعالى من الهدى و الرحمة.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري قال: أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ناسا من كندة في مياه لهم، و فيهم سيد لهم فقال له فليح [1]، فدعاهم إلى اللّه و عرض عليهم نفسه، فأبوا أن يقبلوا منه نقمة [2] عليه.
ثم أتى حيا من كلب يقال لهم بنو عبد اللّه، فقال لهم: يا بني عبد اللّه ان اللّه قد أحسن اسم أبيكم، فلم يقبلوا، فأعرض عنه [3].
نا يونس عن يزيد بن زياد عن أبي الجعدي عن جامع بن شداد عن طارق قال: رأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) مرتين: رأيته (114) بسوق ذي المجاز و أنا في بياعة لي، فمر و عليه حلة حمراء فسمعته يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا اللّه تفلحوا، و رجل يتبعه يرميه بالحجارة و قد أدمى كعبه، و هو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوا هذا فإنه كذاب، فقلت: من هذا؟ فقيل هذا غلام من بني عبد المطلب، فقلت من هذا الذي يرميه بالحجارة؟ فقيل: عمه عبد العزى، أبو لهب، بن عبد المطلب، فلما أظهر اللّه الإسلام خرجنا من الربذة و معنا
[1] في الروض: 2/ 174 مليح» و كذا في الطبري. ط. دار المعارف: 2/ 349.