يذكر بلال بن رباح، و أمه حمامه و أصحابه، و ما كانوا [1] فيه من البلاء، و عتاقة أبي بكر رضي اللّه عنه إياهم، فقال:
جزى اللّه خيرا عن بلال و صحبه* * * عتيقا و أخزى فاكها و أبا جهل
عشية هموا [2]في بلال بسوءة* * * و لم يحذروا ما يحذر المرء ذو العقل
بتوحيده رب الأنام و قوله:* * * شهدت بأن اللّه ربي على مهل
فإن تقتلوني تقتلوني و لم أكن* * * لأشرك بالرحمن من خيفة للقتل [3]
فيا رب إبراهيم و العبد يونس* * * و موسى و عيسى نجني ثم لا تملي
لمن ظل يهوى الغي من آل غالب* * * على غير بركان منه و لا عدل
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أعتق ممن كان يعذب في اللّه عز و جل سبعة، أعتق: بلالا، و عامر بن فهيرة، و الزنيرة، و جارية بني [4] عمرو بن مؤمل [5]، و الهندية و ابنتها، و أم عبيس، و ذكر أنه مر بالهندية و مولاتها تعذبها، تقول و اللّه لا أعتقك حتى تعتقك حياتك، فقال أبو بكر:
أجل يا أم فلان، قالت: فاعتقها إذا فإنها على دينك، قال أبو بكر فبكائن؟ [6] قالت: بكذا و كذا، فقال: قد أخذتها و أعتقتها، ردي عليها طحينها، قالت:
دعني أطحنه لها.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذهب بصر الزنيرة، و كانت ممن تعذب في اللّه عز و جل على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، فقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا اللات و العزى، فقالت: كذا؟! و اللّه ما هو كذلك، فرد اللّه علها بصرها.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني أبو عبد اللّه عن أبي عتيق عن