إلى آخر الآية، لقول الرجل و لقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و قوله: «وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ»[1] قال: و من كفر بهذه النعمة، ليس يقول: من كفر باللّه، و كانوا كذلك حتى قبض اللّه عز و جل رسوله (صلى اللّه عليه و سلّم)، ثم كانوا كذلك في إمرة أبي بكر، و عمر، و عثمان ثم غيروا فغير ما بهم، كفروا [2] بهذه النعمة فأدخل اللّه عز و جل عليهم الخوف الذي كان قد وضعه عنهم (75).
نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: كان أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) على ثلاث فرق: فرقة بالمدينة، و فرقتين بمكة، فرقة كانوا يؤذون بمكة عشر سنين فيعفون عن المشركين، و فرقة كانوا إذا أوذوا انتصروا منهم، فأنزل اللّه عز و جل عليهم جميعا، فقال: «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ» و هو الشرك «وَ الْفَواحِشَ» و هو الزنا «وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ» هؤلاء الذين كانوا لا ينتصرون من المشركين «وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ» الذين كانوا بالمدينة لم يكن عليهم أمير، كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بمكة و هم بالمدينة، يتشاورون في أمرهم «وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ» هؤلاء الذين انتصروا «وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» الذين عفوا، و لمن انتصر بعد ظلمه، إلى قوله: «فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ» المشركين الذين كانوا يظلمون الناس المسلمين «لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ»[3].