الأرضة قد أكلها [1] إلا بسمك اللهم و كان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة ابن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار فشلت يده فيما يزعمون، و اللّه أعلم.
فلما مزقت و بطل ما فيها قال أبو طالب في ذلك مما كان في أمر أولئك النفر في نقضها يمدحهم:
ألا هل أتى الأعداء رأفة ربنا* * * على نأيهم و اللّه بالناس أرود
فيخبرهم أن الصحيفة مزقت* * * و أن كل ما لم يرضه اللّه مفسد
تداعى لها إفك و سحر مجمع* * * و لم يلف سحر آخر الدهر يصعد
تداعى لها من ليس فيها بقربة* * * فطائرها في وسطها يتردد
أ لم تك حقا وقعة صيلمية* * * ليقطع [2]فيها ساعد و مقلد
و يظعن أهل ماكثون فيهربوا* * * فرائصهم من خشية الموت ترعد [3]
وفد قريش إلى الحبشة.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: و قد كان عمارة بن الوليد بن المغيرة، و عمرو بن العاص بعد مبعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و مشي قريش بعمارة إلى أبي طالب قد خرجا تاجرين إلى أرض الحبشة، و كانت لقريش ملجأ و وجها، و هما على شركهما، و كلاهما كان شاعرا غازيا فاتكا، و كان عمارة رجلا جميلا و سيما، يفتن النسا،، صاحب محادثة، فركب البحر، و مع عمرو بن العاص امرأته حتى إذا سارا في البحر لياليا أصابا من خمر معهما، فلما انتشى عمارة بن الوليد قال لامرأة عمرو قبليني، فقال عمرو: قبلي ابن عمك، فقبلته، فألقاها عمارة بن الوليد فجعل يريدها عن نفسها، فامتنعت منه ثم إن عمرا قعد على منجاف [4]