الأمر عند ذلك، و جمعت [1] للحرب، و تنادى القوم، و بادى [2] بعضهم بعضا، فقال أبو طالب عند ذلك- و إنه يعرض بالمطعم- و يعم من خذله من بني عبد مناف، و من عاداه من قبائل قريش، و يذكر ما سألوه فيما طلبوا منه و ما تباعد من امرهم.
ألا ليت حظي من حياطتكم بكر [3]* * * يرش على الساقين من بوله قطر
من الخور حبحاب [4] كثير رغاؤه* * * إذا ما علا الفيفاء [5] تحسبه وبر
أرى أخوينا من أبينا و أمنا* * * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر
بل لهما أمر و لكن ترجما* * * كما ترجمت [6] من رأس ذي الفلق الصخر
هما أغمزا للقوم في أخويهما* * * و قد أصبحا منهم أكفهما صفر
أخص خصوصا عبد شمس و نوفلا* * * هما نبذانا مثل ما نبذ [7] الجمر
فأقسمت لا ينفك منهم مجاور* * * يجادرنا ما دام من نسلنا شفر [8]
هما أشركا في المجد من لا أخاله* * * من الناس إلا أن يرش له ذكر
وليدا أبوه كان عبدا لجدنا* * * إلى علجة زرقاء جاش بها البحر
و تيم و مخزوم و زهرة منهم* * * و كانوا لنا مولى إذا ابتغي النصر
و قد سفهت أحلامهم و عقولهم* * * و كانوا كجفر شرها ضغطت [9] جفر