نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: ثم أقبل أبو طالب على أبي لهب حين ظافر عليه قومه، و نصب لعداوة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) مع من نصب له، و كان أبو لهب للخزاعية، و كان أبو طالب و عبد اللّه أبو رسول اللّه و الزبير لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فغمزه أبو طالب بأم له يقال له اسماحيج، و أغلظ له في القول:
مستعرض الأقوام يخبرهم* * * عذري و ما إن جئت من عذر
فاجعل فلانة و ابنها عوضا* * * لكرائم الأكفاء و الصهر
و اسمع نوادر من حديث صادق* * * تهوين مثل جنادل الصخر
إنا بنو أم الزبير و فحلها* * * حملت بنا للطيب و الطهر
فحرمت منا صاحبا و مؤازرا* * * و أخا على السراء و الضر
قال: فلما مضى أبو طالب على أمره من خلاف قومه فيما أراد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و اجتمعت قريش على عدوانه و خلافه، قال أبو طالب في ذلك:
ما إن جنينا من قريش عظيمة* * * سوى أن منعنا خير من وطىء التربا
أخا ثقة للنائبات مورا [1]كريما* * * ثناه لا لئيما و لا ذربا
فيا أخوينا عبد شمس و نوفلا* * * فإياكما أن تسعرا بيننا حربا
و إن تصبحوا من بعد ود و ألفة* * * أحابيش فيها كلكم يشتكي النكبا
أ لم تعلموا ما كان في حرب داحس* * * و رهط أبي يكسوم إذ ملأ و الشعبا
فو اللّه لو لا اللّه لا شيء غيره* * * لأصبحتم لا تملكون لنا سربا [2]
الوليد بن المغيرة و ما نزل فيه
نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير، أو عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش و كان ذا سن فيهم، و قد حضر الموسم، فقال: يا معشر إنه قد حضر الموسم،