قوله عز و جل: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»[1] [54]
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: و كان الذي تنتهي إليه عداوة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و يجتمع إليه فيها أبو جهل، حسدا و بغيا، لما خص اللّه به رسوله (صلى اللّه عليه و سلّم) من كرامته.
ثم إن اللّه تعالى أمر رسوله (صلى اللّه عليه و سلّم) أن يصدع بما جاء به، و أن ينادي الناس بأمره، و أن يدعو إلى اللّه تعالى، و كان ربما أخفى الشيء، و استسر به إلى أن أمر بإظهاره، فلبث سنين من مبعثه، ثم قال اللّه تعالى: «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ»[2]. و قال: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ»[3].
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد اللّه بن الحارث ابن نوفل و استكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت عليها، فجاءني جبريل فقال:
يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرك ربك تعالى عذبك ربك، قال علي: فدعاني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) فقال: يا علي إن اللّه قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فعرفت أني إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك حتى