فلما أسلم أبو بكر و أظهر إسلامه و دعا إلى اللّه و رسوله، و كان أبو بكر رجلا مؤالفا لقومه، محببا [1] سهلا، و كان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر، و كان رجلا تاجرا، ذا خلق و معروف، و كان رجال قومه يأتونه و يألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه و تجارته و حسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه و يجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني الزبير بن العوام، و عثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد ابن أبي وقاص، و عبد الرحمن بن عوف، و معهم أبو بكر، فانطلقوا حتى أتوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فعرض عليهم الإسلام، و قرأ عليهم القرآن، و أنبأهم بحق الإسلام، و بما وعدهم اللّه من كرامة فآمنوا، و أصبحوا مقرين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام فصلوا و صدقوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و آمنوا بما جاء من عند اللّه تعالى.