وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ[1]» الى آخر الآية. فوضع اللّه تعالى امر الخمس و ما كانت قريش ابتدعت من ذلك على الناس في الاسلام حين بعث اللّه عز و جل رسوله محمدا (صلى اللّه عليه و سلّم).
نا احمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد اللّه بن ابي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم [2] عن أبيه جبير بن مطعم أنه قال: لقد رأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من اللّه عز و جل له.
حديث الأحبار و الرهبان و الكهان عن النبي.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق، قال و كانت الأحبار من اليهود، و الرهبان من النصارى، و الكهان من العرب قد تحدثوا بأمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) قبل مبعثه لما تقارب من زمانه. اما الأحبار من يهود، و الرهبان من النصارى فيما وجدوا من صفته في كتبهم و صفة زمانه لما كان في عهد انبيائهم إليهم [28] فيه، و اما الكهان من العرب فتأتيهم به الشياطين من الجن فيما يسترقون من السمع اذ كانت و هي لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم، و كان الكاهن و الكاهنة من العرب لا يقع منهما ذكر بعض امره لا تلقى العرب فيه بالّا حتى بعثه اللّه عز و جل، و وقعت تلك الأمور التي كانوا يذكرون، فعرفوها، فلما تقارب أمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و حضر مبعثه حجبت الشياطين عن السمع، و حيل بيتها و بين المقاعد التي كانت تقعد لاستراق السمع فيها فرموا بالنجوم، فعرفت الجن أن ذلك لأمر حدث من اللّه عز و جل في العباد يقول اللّه تعالى لنبيه (عليه السلام) حين بعثه، و هو يقص عليه خبر الجن إذ حجبوا عن السمع، فعرفوا ما عرفوا و ما أنكروا من ذلك حين رأوا ما رأوا: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ» إلى قوله: «أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً[3].