قوم أرادوا بنا خسفا لنقبله* * * كلا و ربّك لا نؤتيهم غضبا [1]
حدثنا احمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فمكثت قريش اربع ليال، او خمسا، بعضهم من بعض، ثم انهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا، و تناصفوا، فزعم بعض أهل العلم و الرواية ان أبا أميّة، و كان كبيرا، و سيد قريش كلها، قال: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه اول من يدخل عليكم من باب المسجد، فلما توافقوا على ذلك، و رضوا به، دخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر، فقال: هلموا ثوبا، فأتوه به، فوضع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) الركن فيه بيديه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعا، فرفعوه حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بيده، ثم بنى عليه، فكان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يسمى في الجاهلية الأمين قبل أن يوحى إليه.
نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال: كنت جالسا مع ابي جعفر محمد بن علي [2] فمر بنا عبد الرحمن الأعرج، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فدعاه فجاءه [26] فقال: يا اعرج ما هذا الذي تحدث به ان عبد المطلب هو الذي وضع حجر الركن في موضعه؟ فقال: أصلحك اللّه حدثني من سمع عمر ابن عبد العزيز يحدث أنه حدث عن حسان بن ثابت يقول: حضرت بنيان الكعبة، فكأني أنظر الى عبد المطلب جالسا على السور شيخ كبير قد عصب له حاجباه حتى رفع إليه الركن، فكان هو الذي وضعه بيديه، فقال: انفذ راشدا، ثم اقبل عليّ أبو جعفر فقال: إن هذا الشيء ما سمعنا به قط، و ما وضعه إلا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بيده، اختلفت فيه قريش فقالوا: اول من يدخل عليكم من باب المسجد فهو بينكم، فدخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، فقالوا: هذا