و روى أبو داود و البيهقي عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذبح عمن اعتمر من نسائه بقرة بينهن [1].
و روى الشيخان عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: فتلت قلائد بدن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بيديّ ثم أشعرها و قلدها، ثم بعث بها إلى البيت ثم أقام بالمدينة فما حرم عليه شيء كان له حلال [2].
و روى الشيخان عنها- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: أنا فتلت قلائد هدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بيدي ثم قلّدها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بيديه ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) شيء أحله اللّه له حتى نحر الهدي [3].
و روى ابن ماجة و الترمذي و صحّح وقفه عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) اشترى هديه من قديد [4].
الثاني: في أمره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بركوب الهدي:
يروي الإمامان مالك و أحمد عن أبي هريرة و الستة إلا أبا داود عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رأى رجلا يسوق بدنة، فقال: اركبها، فقال: إنها بدنة، قال:
اركبها ثلاثا، و قال في الثالثة أو الرابعة: اركبها ويلك أو قال و يحك، قال أبو هريرة: فلقد رأيته راكبها يساير بها النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) [5].
الثالث: في سيرته (صلّى اللّه عليه و سلّم) فيما يقطعه من الهدي و من كان على هديه زاده اللّه تعالى شرفا و فضلا:
و روى مسلم عن ابن عبّاس- رضي اللّه تعالى عنه- أن ذؤيبا أبا قبيصة حدّثه أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بعث ستّ عشرة بدنه من بدنه مع رجل سماه في رواية أبي ذؤيب «أبا قبيصة» و في لفظ كان يبعث بالبدن، ثم يقول: إن عطب منها شيء، فخشيت عليها موتا فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها، ثم اضرب به صفحتها و لا تطعمها أنت، و في رواية و لا تأكل أنت و لا أحد من أهل رفقتك [6].