responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 511

الباب الثاني في سجود الإبل له و شكواها إليه (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌

روى الإمام أحمد و النّسائي بسند جيد عن أنس رضي اللّه عنه قال: كان أهل بيت من الأنصار، لهم جمل يستقون عليه الماء، و إنّه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، و إنّ الأنصار جاءوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقالوا: إنه كان لنا جمل نستقي عليه، و إنّه استصعب علينا، و منعنا ظهره، و قد عطش الزّرع و النّخل، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لأصحابه: «قوموا»، فقاموا فدخل الحائط، و الجمل من ناحية، فمشى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) نحوه فقال الأنصار: يا رسول اللّه، قد صار مثل الكلب، و إنما نخاف عليك صولته، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ليس عليّ منه بأس»، فلما نظر الجمل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أقبل نحوه حتى خرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بناصيته أذلّ ما كانت قطّ حتى أدخله في العمل، فقال أصحابه: يا رسول اللّه، هذه بهيمة لا تعقل، تسجد؟ فنحن أحقّ أن نسجد لك، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لو صح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقّه عليها، و الذّي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه تنبجس بالقيح و الصّديد ثم استقبلته فلحسته ما أدّت حقه [1]».

قصة أخرى.

روى الإمام أحمد و البيهقي و اللّفظ له، و رجاله ثقات، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما أن جملا جاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فلما كان قريبا منه خر الجمل ساجدا فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «يا أيها الناس، من صاحب هذا الجمل؟» فقال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول اللّه، قال: «فما شأنه؟» قالوا: سنونا عليه عشرين سنة فما كبرت سنّه، أردنا نحره، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «تبيعونه؟» فقالوا: هو لك يا رسول اللّه، فقال: «أحسنوا إليه حتى يأتيه أجله»، فقالوا يا رسول اللّه، نحن أحقّ أن نسجد لك من البهائم، فقال: «لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر و لو كان النساء لأزواجهنّ» [2].

قصة أخرى.

روى الإمام أحمد و أبو نعيم و الطبراني بسند جيد عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في نفر فجاء بعير فسجد له، فقال أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يسجد لك البهائم و الشجر، فنحن أحقّ أن نسجد لك، قال: «اعبدوا ربكم، و أكرموا أخاكم و لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».

. الحديث [3].


[1] أخرجه أحمد 3/ 150 و أبو نعيم في الدلائل (137) و انظر المجمع 9/ 4 و البداية 6/ 155.

[2] أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 1/ 224 انظر البداية و النهاية 1/ 261.

[3] أخرجه أحمد 6/ 76 و انظر المجمع 4/ 310، 9/ 9.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست