الباب الرابع في تكثيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) الشعير
روى الإمام أحمد و مسلم عن جابر رضي اللّه عنه أن رجلا أتى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال يأكل منه هو و امرأته و من ضيفهما حتى كالوه فأخبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لو لم تكله لأكلتم منه و لقام لكم» [1].
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.
شطر: بمعجمة فمهملة نصف، و الوسق بفتح الواو: ستون صاعا ثلاثمائة و عشرون رطلا حجازية و أربعمائة و ثمانون رطلا عراقية على اختلافهم في قدر زنة الصاع و المدّ.
قصة أخرى.
روى الحاكم و البيهقي عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه استعان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئا فلم يجده فبعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أبا رافع و أبا أيّوب بدرعه فرهناه عند يهوديّ بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إليه، قال: فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه، قال نوفل: فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «لو لم تكله لأكلت منه ما عشت» [2].
قصة أخرى.
روى الشيخان عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: لقد توفّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلّا شطر وسق من شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال عليّ فكلته ففني [3].