responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 461

الباب العاشر في تكثيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) ماء المزادتين‌

روى الإمام أحمد و الشيخان [1] و الطبراني و البيهقي عن عمران بن حصين رضي اللّه عنه: كنا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في سفر فاشتكى إليه الناس العطش، فنزل ثم دعا عليّا، و رجلا آخر و في رواية: و عمران بن حصين، فقال: «اذهبا فابغيا الماء فإنّكما ستجدان امرأة بمكان كذا و كذا معها بعير عليه مزادتان فأتيا بها» فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين من ماء على بعير لها فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة. فقالا لها: انطلقي إذا، قالت: إلى أين؟

قالا: إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قالت: الذي يقال له الصّابئ؟ قالا: هو الذي تعنين، فانطلقا فجاءا بها إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و حدثاه بالحديث، قال: فاستنزلوها عن بعيرها و دعا النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بإناء، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين فمضمض في الماء و أعاده في أفواه المزادتين و أوكأ أفواههما، و أطلق الغرارتين و نودي في الناس اسقوا و استقوا فسقى من شاء و استقى من شاء و ملأنا كل قربة معنا و إداوة و هي قائمة تنظر ما يفعل بمائها و أيم اللّه، لقد أقلع عنها و إنها ليخيل إليها أنها أشد ملئة منها حيث ابتدأ فيها فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «اجمعوا لها طعاما» فجمعوا لها ما بين عجوة و دقيقة و سويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوه في ثوب و حملوها على بعيرها و وضعوا الثوب بين يديها

و قالوا لها: تعلمين ما رزأنا من مائك شيئا و لكن اللّه هو الذي أسقانا الحديث و فيه أنها أسلمت و قومها بعد ذلك.

تنبيهات‌

الأول: في قول سيدنا عليّ و رفيقه لها لما قالت: الصّابئ: (هو الذي تعنين) أدب حسن و لو قالا لها: لا، لفات المقصود أو نعم لما يحسن بهما إذ فيه طلب تقرير ذلك فتخلّصا أحسن تخليص.

الثاني: قال بعض العلماء: إنما أخذوها و استجازوا أخذ ما بها لأنها كانت كافرة حربية و على تقدير أن يكون لها عهد فضرورة العطش تبيح للمسلم إمّا المملوك لغيره على عوض و إلّا فنفس الشّارع تفدى بكل شي‌ء على سبيل الوجوب.

الثالث: في بيان غريب ما سبق:

ابغيا: بغين معجمة: اطلبا.


[1] تقدم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست