الباب السادس في تكثيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) ماء قطيعة برهاط باليمن
روى أبو نعيم عن راشد بن عبد ربّه السّلميّ قال: كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة قال: فأرسلتني بنو ظفر بهدية إليه فألفيت مع الفجر إلى صنم قبل صنم سواع، و إذا صارخ يصرخ من جوفه العجب كل العجب من خروج نبيّ من بني عبد المطلب يحرم الزنا و الرّبا و الذبح للأصنام و حرست السّماء و رمينا بالشّهب، ثم هتف هاتف من جوف صنم آخر ترك الضماد و كان يعبد خرج أحمد نبي يصلي الصلاة و يأمر بالزكاة و الصيام و البر و الصّلة للأرحام، ثم هتف من جوف صنم آخر هاتف إنّ الذي ورث النبوة و الهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي نبي يخبر بما سبق، و ما يكون في غد، قال راشد: فألقيت سواعا مع الفجر و ثعلبان يلحسان ما حوله و يأكلان ما يهدى له ثم يعرجان عليه ببولهما فعند ذلك أقول في ذلك:
أربّ يبول الثعلبان برأسه* * * لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب
و ذلك عند مخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى المدينة
فخرج راشد حتى أتى إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالمدينة فأسلم و بايعه، ثم طلب منه قطيعة برهاط فأقطعه إيّاها و أعطاه إداوة مملوءة من ماء، و تفل فيها، و قال له: «أفرغها في أعلى القطيعة و لا تمنع الناس فضولها» ففعل فجاء الماء عينا جمة إلى اليوم فغرس عليها النّخل
و يقال: إن رهاط كلّها تشرب منه و سماه الناس ماء الرسول و أهل رهاط يغتسلون منه و يستقون به [1].