responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 386

الباب الثالث عشر في وفائه بالعهد و الوعد- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-

روى البخاري عن أبي سفيان بن حرب- رضي اللَّه تعالى عنه- أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ... الحديث، و فيه: و سألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، و كذلك الرّسل لا تغدر.

و روى ابن أبي خيثمة و أبو داود و الخرائطيّ عن عبد اللَّه بن أبي الحسماء- رضي اللَّه تعالى عنه- قال: بايعت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ببيع قبل أن يبعث، و بقيت له بقية فوعدتّه أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه فقال: يا أخي و في لفظ يا فتى «لقد شفقت عليّ أنا ها هنا من منذ ثلاث أنتظرك».

و روى ابن العربي و الحاكم، و قال على شرطهما و أقره الذهبي عن عائشة- رضي اللَّه تعالى عنها- قالت: جاءت عجوز إلى النّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو عندي، فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا جثامة المزنيّة، قال: «بل أنت حسّانة المزنية كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟» قالت: بخير بأبي أنت و أمي يا رسول اللَّه، فلما خرجت، قلت: يا رسول اللَّه، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: «إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، و إن حسن العهد من الإيمان».

و روى الشيخان و الترمذي عنها قالت: ما غرت على أحد من أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما غرت على خديجة، و ما رأيتها و لقد هلكت قبل أن يتزوجني رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، و في لفظ «و ما بي أن أكون أدركتها، و ما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لها» و قد أمره ربّه- تبارك و تعالى- أن يبشرها ببيت في الجنّة من قصب و إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها، و في لفظ: «في صدائقها»، و في لفظ: «فيتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهنّ» فربما قلت: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول:

إنها كانت و كانت، و كان لي منها ولد فأغضبته يوما فقلت: «لقد أبلغك اللَّه» و في لفظ «لقد أعقبك اللَّه من عجوز من عجائز قريش حمراء الشّدقين هلكت في الدهر الأول، قالت: فتغيّر وجهه ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي و إذا رأى مخيلة الرعد حين ينظر أ رحمة هي أم عذاب؟ و في لفظ: «كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذا ذكر خديجة أحسن الثّناء عليها فقلت: ما تريحني منها، و قد أبد لك اللَّه خيرا منها، قال (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ما أبدلني اللَّه خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي الناس و صدقتني إذ كذّبني النّاس، و واستني بما لها إذ حرمني الناس، و رزقني منها اللَّه الولد، إذ لم يكن لي من غيرها».

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست