responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 351

و روى مسلم عن عائشة- رضي اللَّه تعالى عنهما- أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «اهجوا قريشا، فإنه أشدّ عليها من رشق النّبل» فأرسل إلى ابن رواحة، قال: اهجهم فهاجهم، فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلمّا دخل عليه حسّان، قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه، فجعل يحرّكه، فقال: و الذي بعثك بالحق لأفرينّهم بلساني فري الأديم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها و إن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي» فأتاه حسّان، ثم رجع، فقال: يا رسول اللَّه، قد محّص لي نسبك، و الذي بعثك بالحق، لأسلّنّك منهم كما تسلّ الشعرة من العجين، قالت عائشة- رضي اللَّه تعالى عنها- فسمعت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول لحسان بن ثابت- رضي اللَّه تعالى عنه-: «إن روح القدس لا يزال يؤيّدك ما نافحت عن اللَّه و رسوله» قالت:

و سمعت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: هجاهم حسان فشفى و أشفى‌

قال حسان- رضي اللَّه تعالى عنه-:

هجوت محمّدا فأجبت عنه‌* * * و عند اللَّه في ذاك الجزاء

و روى ابن وهب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- (رحمه اللّه تعالى)- أن قريشا لما هجت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أرسل إلى ابن رواحة فذكر نحو ما تقدم و زاد، فكان لا يحسن إلا في الحرب فهجاهم، فلم يرض رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ثم أرسل إلى حسّان، و كان يكره أن يرسل إليه، فما جاء الرّسول، قال: «أما و اللَّه لأفرينهم بلساني فري الأديم» فقالت عائشة:- رضي اللَّه تعالى عنهما- فأخرج لسانه كأنه لسان حيّة على طرفه خال أسود، فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «كيف لي بهم» فقال: و الذي نفسي بيده، لأسلّنّك منهم سلّ الشعرة من العجين،

و ذكر نحو ما تقدم.

و روى مسدد و ابن أبي شيبة و النسائي في السنن الكبرى عن الأسود بن سريع- رضي اللَّه تعالى عنه- أنه قال: يا رسول اللَّه، إني مدحت اللَّه- عزّ و جلّ- مدحة و مدحتك بأخرى، فقال: «هات و ابدأ بمدحة اللَّه عز و جلّ».

و روى مسدد عن محمد بن علي- (رحمه اللّه تعالى)- أن رجلا مدح اللَّه تعالى، و مدح رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأعطاه لمدحه اللَّه تعالى الذي خلقه، و لم يعطه لمدحه نفسه، و اللَّه تعالى أعلم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست