يطلع؟ قال: لا، قلت: لم؟ فقال: لأن رجلا أسلم في حديقة نخل على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قبل أن يطلع النخل، فلم تطلع النخل شيئا ذلك العام، فقال المشتري: هو لي حتى يطلع، و قال البائع، إنما بعتك النخل هذه السنة، فاختصما إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال للبائع: «أخذ من نخلك شيئا؟» قال: لا، قال: «لم تستحلّ ماله؟ اردد عليه ما أخذت منه؟ و لا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه».
و روي عن محمد بن عبد اللّه بن جحش- رضي اللّه تعالى عنه- عن أبيه أن رجلا أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: أ رأيت إن جهدت بنفسي و مالي، فما ذا لي؟ قال: الجنة، فلما ولى قال:
إلا الدين سارّني به جبريل- (عليه السلام)- آنفا.
و روى الإمام أحمد عن عبد اللّه بن جحش- رضي اللّه تعالى عنه- أن رجلا جاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: يا رسول اللّه، ما ذا لي إن قاتلت في سبيل اللّه حتى أقتل؟ قال: الجنة، فلما ولى قال: إلا الدين سارّني به جبريل، (عليه السلام)- آنفا.
و روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد اللّه أن رجلا أتى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: أ رأيت إن جاهدت بنفسي و مالي فقتلت صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أدخل الجنة قال: نعم فأعاد ذلك مرتين أو ثلاثا قال: نعم إن لم يكن عليك دين ليس عندك وفاؤه.
و روى الإمام أحمد عن أبي سعيد- رضي اللّه تعالى عنه- قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «أعوذ باللّه من الكفر و الدّين»، فقال رجل: يا رسول اللّه، أ يعدل الدين بالكفر فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): نعم.
و روى الإمام أحمد عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذ أتي بجنازة فقالوا: يا نبيّ اللّه، صلّ عليها، قال: هل ترك شيئا؟ قالوا: لا، قال: هل ترك عليه دينا؟ قالوا: ألا نصلي عليه؟ ثم أتي بجنازة بعد ذلك، فقال: هل ترك عليه من دين؟ قالوا: لا، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: ثلاث كيات، قال: فأتى بالثالثة، فقال: هل ترك عليه من دين، قالوا: نعم قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا، قال: صلّوا على صاحبكم، فقال رجل من الأنصار يقال له أبو قتادة: يا رسول اللّه، عليّ دينه فصّلّ عليه.
و روى الشيخان عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان يؤتي بالرجل المتوفّى عليه الدّين فيسأل هل ترك لدينه فضلا؟ فإن حدّث أنه ترك وفاء صلّى عليه، و إلّا قال: صلّوا على صاحبكم، فلما فتح اللّه عليه الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم من توفّي و عليه دين، فعليّ قضاؤه و من ترك مالا فلورثته.
و روى البيهقي عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «رأيت ليلة أسرى بي على باب الجنة مكتوبا: الصدقة بعشر أمثالها، و القرض بثمانية عشر ...».