responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 501

على ناقته، أو على حمار، و هو يسير و هو يقرأ سورة الفتح ثم رجع، فقال ابن أبي إياس: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا قرأت ذلك اللحن و قال: هاه: و مدّه [1].

و رواه ابن أبي شيبة، و أحمد، و الشيخان، و أبو داود، و الترمذي في «الشمائل» و النسائي، و البيهقي، عن عبد اللّه بن مغفّل قال: قرأ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- عام الفتح في مسيره سورة على راحلته فرجّع فيها».

و روى أبو الحسن بن الضحاك و قال: في سنده عمرو بن موسى و هو متروك، عن أبي بكرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «كانت قراءة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- المد ليس فيه ترجيع» [2].

و روى أيضا عن قتادة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «لم يبعث اللّه تعالى نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، و كان نبيكم- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أحسنهم وجها، و أحسنهم صوتا، و كان من قبله يرجّعون و لا يمدون، و كان هو يمد و لا يرجع»، رواه ابن سعد بلفظ: «كان لا يمد كل المد» [3].

الرابع: فيما كان يقوله إذا مر بآية رحمة أو بآية عذاب أو بغير ذلك في الصلاة و خارجها:

و روى مسلم، عن حذيفة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «صليت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ذات ليلة و فيه: و قرأ مترسّلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، و إذا مر بسؤال سأل، و إذا مر بتعوذ تعوّذ».

و روى الإمام أحمد، و أبو داود، و النسائي، عن عوف بن مالك- رضي اللّه تعالى عنه-


[1] تقدم.

[2] [هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، و أصله الترديد، و ترجيع الصوت ترديده في الحلق‌].

و قد فسره كما سيأتي في حديث عبد اللّه بن مغفل المذكور في هذا الباب في كتاب التوحيد بقوله «أاأ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى» ثم قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما أن ذلك حدث من هز الناقة، و الآخر أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، و هذا الثاني أشبه بالسياق فإن في بعض طرقه «لو لا أن يجتمع الناس لقرأت لكم بذلك اللحن» أي النغم. و قد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي في «الشمائل» و النسائي و ابن ماجة و ابن أبي داود و اللفظ له من حديث أم هانئ «كنت أسمع صوت النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو يقرأ و أنا نائمة على فراشي يرجع القرآن»، و الذي يظهر أن في الترجيع قدرا زائدا على الترتيل، فعند ابن أبي داود من طريق أبي إسحاق عن علقمة قال «بت مع عبد اللّه بن مسعود في داره، فنام ثم قام، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته و يسمع من حوله، و يرتل و لا يرجع».

[و قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: معنى الترجيع تحسين التلاوة لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة. قال: و في الحديث ملازمته- (صلّى اللّه عليه و سلّم) لأنه حالة ركوبه الناقة و هو يسير لم يترك العبادة بالتلاوة، و في جهره بذلك إرشاد إلى أن الجهر بالعبادة قد يكون في بعض المواضع أفضل من الإسرار، و هو عند التعليم و إيقاظ الغافل و نحو ذلك‌].

[3] تقدم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست