responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 355

الباب الثالث في حزنه و بكائه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا مات أحد من أصحابه‌

روى الإمام أحمد، و الشيخان، و أبو داود، و النسائي، عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: لما جاء للنبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قتل زيد بن حارثة، و جعفر بن أبي طالب، و ابن رواحة جلس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يعرف في وجهه الحزن و أنا أنظر من صائر الباب- يعني شقّ الباب [1].

و روى الإمام أحمد، و الشيخان، و أبو داود، و ابن ماجة- و تقدم مبسوطا في السرايا- عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: بعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- سرية يقال لهم القراء فأصيبوا يوم بئر معونة- فما رأيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حزن حزنا قط أشد منه.

و روى أحمد بن منيع و البزار، و أبو يعلى، عن عبد الرحمن بن عوف- رضي اللّه تعالى عنه- قال: أخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بيدي فأدخلني النّخل فإذا إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره حتى خرجت نفسه، فوضعه ثم بكى، فقلت: «تبكي يا رسول اللّه و أنت تنهى عن البكاء؟ قال: «إني لم أنه عن البكاء، و لكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو، و لعب و مزامير شيطان، و صوت عند مصيبة: لطم وجوه، و شق جيوب، و هذه رحمة، و من لا يرحم لا يرحم، يا إبراهيم لولا أنه وعد صادق و قول حق و أن آخرنا سيلحق بأوّلنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا، و إنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، تبكي العين، و يحزن القلب، و لا نقول ما يسخط ربنا عز و جل» [2].

و روى الشيخان عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: «اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الله بن مسعود- رضي اللّه تعالى عنهم- فلمّا دخل عليه وجده في غاشية أهله، فقال:

«قد قضى» فقالوا: لا، يا رسول اللّه، فبكى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فلما رأى القوم بكاء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بكوا، فقال: «ألا تسمعون، إن اللّه- عز و جل- لا يعذّب بدمع العين، و لا بحزن القلب، و لكن يعذب بهذا، و أشار إلى لسانه- أو يرحم» [3].

و روى الشيخان، و أبو داود، عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «دخلنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- على أبي سيف القين، و كان ظئرا لإبراهيم، فأخذ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ابنه‌


[1] أخرجه البخاري 2/ 180 (1305) و أبو داود 3/ 192 (3122).

[2] أخرجه البزار كما في الكشف 1/ 380، 381 (805) و ذكره الهيثمي في المجمع 3/ 20 و عزاه لأبي يعلى و البزار و قال و فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى و فيه كلام.

[3] أخرجه البخاري (2/ 180) (1304) و مسلم في الجنائز (12) و البيهقي 4/ 69.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست