الباب الرابع في افتتاحه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صلاة الليل و دعائه في تهجده
روى البزار برجال ثقات، عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا قام من الليل، استنجى و توضأ و استاك، ثم بعث يطلب الطيب في رباع نسائه» [1].
و روى الإمام أحمد عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما-: «أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- كان لا ينام إلا و السواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك» [2].
و روى الدارقطني عن حذيفة- رضي اللّه تعالى عنه- أنه صلى مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ليلة من رمضان، فسمعته يقول حين كبر «اللّه أكبر ذي الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة» الحديث [3] و رواه ابن أبي شيبة بلفظ أنه انتهى إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حين قام إلى صلاته من الليل فلما دخل في الصلاة قال: «اللّه أكبر ذي الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة» الحديث.
و روى الأئمة، إلا الشافعي، و الدارقطني عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا قام من الليل: يتهجد».
و في لفظ: إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل قال «اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات و الأرض و من فيهن، و لك الحمد لك ملك السماوات و الأرض و من فيهن و لك الحمد أنت نور السماوات و الأرض و لك الحمد، أنت ملك السماوات و الأرض، و لك الحمد أنت الحق، و وعدك الحق، و لقاؤك حق، و قولك حق، و الجنة حق، و النار حق، و النبيون حق، و محمد- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حق، و الساعة حق. اللهم لك أسلمت و بك آمنت، و عليك توكلت، و إليك أنبت، و بك خاصمت، و إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت، و ما أخرت، و ما أسررت، و ما أعلنت، أنت المقدم و أنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو لا إله غيرك و لا حول و لا قوة إلا باللّه» [4].
و روى البخاري، و أبو الحسن الضحاك عن عائشة، رضي اللّه تعالى عنها- قالت: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا استيقظ من الليل قال: «لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك من ذنوبي، و أسألك رحمتك، اللهم زدني علما، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، و هب لي من
[1] البزار كما في الكشف 1/ 341 (710) و قال الهيثمي 2/ 263 رجاله موثقون.