responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 195

قال: «صلى النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- خلف أبي بكر قاعدا في ثوب متوشحا به» [1].

و روى البيهقي في المعرفة عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد مخالف بين طرفيه، فلما أراد أن يقوم قال: «ادع لي أسامة بن زيد» فجاء فأسند ظهره إلى نحره فكان آخر صلاة صلاها [2].

و روى النسائي عنه أيضا قال: آخر صلاة صلاها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- مع القوم، صلى في ثوب واحد متوشحا به خلف أبي بكر- رضي اللّه تعالى عنه [3].

و روى ابن حبان في صحيحه، عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- «أن أبا بكر- رضي اللّه تعالى عنه- صلى بالناس و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في الصف خلفه» [4].

تنبيه:

استشكلت هذه الأحاديث‌

بما في الصحيح عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: لما مرض رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذّن فقال: مروا أبا بكر فليصلّ بالناس، فخرج أبو بكر يصلي فوجد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، كأني أنظر إلى رجليه تخطان الأرض من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه أن مكانك، ثم أتى إلى أن جلس إلى جنبه، فقيل للأعمش، فكان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يصلي و أبو بكر يصلي بصلاته، و الناس بصلاة أبي بكر فقال: نعم.

و علم عن جابر نحوه‌، و فيه أن أبا بكر كان مأموما و النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- هو الإمام، و فيه و أبو بكر يسمع الناس تكبيره.

و الجواب أن هذه الأحاديث المختلفة، قد جمع بينها ابن حبان، و البيهقي، و ابن حزم، فقال ابن حبان: نحن نقول بمشيئة اللّه و توفيقه، إن هذه الأخبار كلها صحاح، و ليس شي‌ء منها معارض الآخر، و لكن النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صلى في صلاته صلاتين في المسجد جماعة لا صلاة واحدة، و إحداها كان مأموما، و في الأخرى كان إماما.

قال: و الدليل على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة، أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة: أن النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- خرج بين رجلين، يريد بأحدهما العباس، و الآخر عليا.


[1] أخرجه الترمذي 2/ 197 (363).

[2] أخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/ 330.

[3] أخرجه النسائي 2/ 61.

[4] أخرجه ابن حبان 3/ 28 (2119).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست