responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 19

تعالى عنه- أنّه أتى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و هو يبول فسلّم عليه فلم يردّ عليه حتّى توضّأ، ثمّ اعتذر إليه، فقال: «إنّي كرهت أن أذكر اللّه تعالى إلّا على طهر» أو قال: «على طهارة» [1].

تنبيهات‌

الأول: قال في زاد المعاد: «كان- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا ذهب في سفر للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه، و ربما يبعد الميلين، و كان يستتر للحاجة بالهدف تارة و بحشائش النخل تارة و بشجر الوادي تارة، و كان إذا أراد أن يبول في عزاز من الأرض- و هو الموضع الصلب- أخذ عودا من الأرض فنكث به حتى يثير التراب، ثم يبول و كان يرتاد لبوله الموضع الدّمث- و هو اللّيّن الرّخو من الأرض- و أكثر ما كان يبول و هو قاعد، حتى قالت عائشة- رضي اللّه تعالى عنها-: من حدّثكم أنّه كان يبول قائما فلا تصدّقوه، و ما كان يبول إلّا قاعدا، و قد روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة أنّه بال قائما، فقيل كان لبيان الجواز، و قيل: بل لوجع كان بمأبضه و قيل بل فعله استشفاء.

قال الشافعي: و العرب تستشفي من وجع الصلب بالبول قائما.

و قول صاحب الهدي: «الصحيح. إنما فعله تنزيها و بعدا من إصابة البول» إلى آخره. فيه نظر، بل البول قائما في المكان الصلب مما ينجس القدمين بالرشاش.

و كان إذا بال نثر ذكره ثلاثا، و كان إذا سلّم عليه أحد و هو يبول لم يرد عليه [

ذكره مسلم في صحيحه عن ابن عمر، و روى البزار في مسنده في هذه القصة أنه رد عليه ثم قال:

«إنّما رددت عليك خشية أن تقول: سلّمت عليه فلم يردّ عليّ سلاما فإذا رأيتني هكذا فلا تسلّم عليّ فإنّي لا أردّ عليك».

و كان إذا استنجى بالماء ضرب بيده بعد ذلك على الأرض، و كان إذا جلس لحاجته لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.

الثاني: قول عائشة- رضي اللّه تعالى عنها-:

«من حدّثكم أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بال قائما فلا تصدّقوه» محمول على من اعتقد أن ذلك كان عادة له- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-، و إلا فقد فعله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- مرارا لضرورة، إذ كان يغشاه الوفود و الناس، و يقوم بأمر الأمة، فينزل به من ذلك ما يضر به الصبر إلى وصوله إلى بيته أو لا يستطيع إمساكه.


[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 345، أخرجه أبو داود 1/ 5 حديث (17) و النسائي 1/ 34 و البيهقي 1/ 90 و انظر كلام الحافظ ابن القيم في زاد المعاد (1/ 173).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست