قال: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إذا سجد يرى بياض إبطيه، ثم إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده عن يساره» [1].
و روى مسلم عن ابن مسعود- رضي اللّه تعالى عنه- قال في حديث: إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه و ليجنأ و ليطبق بين كفيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فأراهم» [2].
الحادي و العشرون: في سيرته- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في سجوده في المطر و البرد.
و روى الإمام أحمد بسند ضعيف عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: «رأيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في يوم مطر، و هو يتقي الطين إذا سجد بكساء عليه يجعله دون يديه على الأرض» [3].
و روى الإمام أحمد، و ابن ماجة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصّامت عن أبيه عن جده- رضي اللّه تعالى عنهم- «أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صلّى في بني عبد الأشهل و عليه كساء متلفف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى» [4].
الثاني و العشرون: في تطويله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بعض السجدات لعذر.
و روى الإمام أحمد و النسائي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «خرج علينا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في إحدى صلاتي العشيّ، الظهر و العصر، و هو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فوضعه فكبر للصلاة فسجد بين ظهري- و في لفظ: ظهراني- صلاته سجدة، فأطالها قال: فرفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و هو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- الصلاة، قال الناس: يا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إنك سجدت بين ظهري- و في لفظ: بين ظهراني- صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه حدث أمر و أنه- و في لفظ أو أنه يوحى إليك؟ قال: «كل ذلك لم يكن، و لكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» [5].
[1] أخرجه الطبراني في الأوسط بطوله و في الكبير باختصار السلام و رجال الأوسط ثقات الهيثمي المصدر السابق.
[4] أخرجه ابن ماجة 1/ 329 (1032) و قال البوصيري في إسناده إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي قال البخاري فيه: منكر الحديث و ضعفه غيره و وثقه أحمد و العجلي، و عبد اللّه بن عبد الرحمن لم أر من تكلم فيه و لا من وثقه و باقي رجاله ثقات.