responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 7  صفحه : 72

الباب الخامس عشر في بكائه (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌

و روى أبو داود و النّسائي عن مطرّف بن الشّخّير قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يصلي، و في صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء، و لفظ النّسائي: و لجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني من البكاء [1].

و روى أبو الشيخ عن علي رضي اللّه تعالى عنه قال: لقد رأيتنا و ما فينا قائم يصلي إلا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) تحت شجرة يصلي، و هو يبكي حتى أصبح يعني ليلته.

روى عبد بن حميد، و أبو الشيخ عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت: أتاني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في ليلتي حتى دخل معي في لحافي، و ألزق جلده بجلدي، فقال: «يا عائشة ائذني لي في ليلتي لربي»، فقلت: إني لأحب قربك، فقام إلى ربه في البيت، فما أكثر صب الماء، ثم قام، فقرأ القرآن، ثم بكى، حتى رأيت دموعه قد بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، ثم وضع يده اليمنى تحت خده، ثم بكى حتى رأيت دموعه قد بلغت الأرض، قالت:

فجاء بلال فأذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول اللّه أ تبكي و قد غفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال: «أ فلا أكون عبدا شكورا، و قال: ألا أبكي و قد أنزل اللّه تعالى الليلة: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ إلى قوله‌ فَقِنا عَذابَ النَّارِ؟ و ويل لمن قرأ هذه الآيات و لم يتفكر فيها.

و روى عبد بن حميد، و ابن جرير، عن قتادة رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان إذا قرأ: وَ يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً الآية فاضت عيناه [2].

و روى الحكيم التّرمذي عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما قال: لما قدم وفد اليمن على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قالوا: أسمعنا بعض ما أنزل عليك، فقرأ: وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا حتى بلغ إلى قوله: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ‌، فإنّ ما يبيضّ عرق و إن دموعه لتسبقه إلى لحيته، فقالوا له:

إنا نراك تبكي، أمن خوف الذي بعثك تبكي؟ قال: «بلى، من خوف الذي بعثني أبكي، إنه بعثني على طريق مثل حد السيف، إن زغت عنه هلكت، ثم قرأ: وَ لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ‌ الآية.

و روى أبو الحسن بن الضحاك عن صالح بن الخليل قال: ما رئي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌


[1] تقدم.

[2] سيأتي في أدب تلاوة القرآن الكريم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 7  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست