responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 89

ثلاث ليال، فلما دخلوا المدينة و انتهوا إلى المسجد دخلوا على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم). فلما رآهم ألاح لهم بيده أن تعالوا من وراء الناس فاستفتح رفاعة بن زيد المنطق، فقام رجل من الناس فقال: «يا رسول اللَّه، إن هؤلاء قوم سحرة» فردّدها مرتين فقال رفاعة بن زيد: رحم اللَّه من لم يحذنا في يومه هذا إلّا خيرا».

ثم دفع رفاعة بن زيد كتابه إلى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي كان كتبه له، فقال: دونك يا رسول اللَّه [قديما كتابه حديثا غدره‌]

فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «اقرأه يا غلام و أعلن». فلما قرأ كتابه استخبرهم فأخبروه بما صنع زيد بن حارثة. فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «كيف أصنع بالقتلى؟» ثلاث مرار. فقال رفاعة: «أنت يا رسول اللَّه أعلم، لا نحرّم عليك حلالا و لا نحلّ لك حراما». فقال أبو زيد بن عمرو: «أطلق لنا يا رسول اللَّه من كان حيّا، و من قتل فهو تحت قدمي هذه». فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «صدق أبو زيد». فقال القوم: فابعث معنا يا رسول اللَّه رجلا يخلي بيننا و بين حرمنا و أموالنا. فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «انطلق معهم يا عليّ». فقال عليّ:

«يا رسول اللَّه إن زيدا لا يطيعني» قال: «فخذ سيفي هذا». فأخذه. فقال له عليّ: «ليس لي راحلة يا رسول اللَّه». فحملوه على بعير لثعلبة بن عمرو و يقال له مكحال. فخرجوا حتى لقوا رافع بن مكيث الجهنيّ، بشير زيد بن حارثة يسير على ناقة من إبل القوم، فردها عليّ على القوم. و رجع رافع بن مكيث مع عليّ رديفا حتى لقوا زيد بن حارثة بفيفاء الفحلتين فقال عليّ:

«إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يأمرك أن تردّ على هؤلاء القوم ما كان بيدك من أسير أو سبي أو مال». فقال زيد: «علامة من رسول اللَّه» فقال عليّ: «هذا سيفه» فعرفه زيد، فنزل و صاح في الناس، فاجتمعوا فقال: «من كان معه شي‌ء من سبي أو مال فليردّه، فهذا [رسول‌] رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

فرد على الناس كافّة كل ما كان أخذ لهم حتى كانوا ينزعون المرأة من تحت فخذل الرجل».

و روى محمد بن عمر رحمة اللَّه تعالى عن محجن الديلي رضي اللَّه تعالى عنه قال:

«كنت في تلك السرية، فصار لكل رجل سبعة أبعرة أو سبعون شاة و صار له من السّبي المرأة و المرأتان حتى ردّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ذلك كله إلى أهله». قال في زاد المعاد: «و هذه السرية كانت بعد الحديبية بلا شك».

تنبيه: في بيان غريب ما سبق:

جذام: بجيم مضمومة فذال معجمة فميم، قبيلة بجبال حسمى من معد.

حسمى: بحاء مكسورة فسين ساكنة مهملتين، أرض بالبادية غليظة لا خير فيها ينزلها جذام، و يقال آخر ما نضب من ماء الطوفان حسمى فبقيت منه بقية إلى اليوم و فيها جبال‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست