responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 84

الناس: نعم. فلما بلغ أبا جندل و أصحابه قول رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في أبي العاص و أصحابه الذين كانوا عنده من الأسرى، ردّ إليهم كل شي‌ء حتى العقال. قال ابن إسحاق و محمد بن عمر:

فردّوا عليه كل شي‌ء حتى إن الرجل ليأتي بالدّلو و يأتي الرجل بالشّنّة و الإداوة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردّوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا.

قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة أن أبا العاص بن الربيع لمّا قدم من الشام و معه أموال المشركين قيل له: هل لك أن تسلم و تأخذ هذه الأموال فإنها أموال المشركين؟ فقال أبو العاص: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. قال ابن هشام: و حدثني عبد الوارث بن سعيد التّنّوري [1] عن [داود] بن أبي هند [2]، عن أبي عمرو و عامر بن شراحيل الشعبي بنحو من حديث أبي عبيدة عن أبي العاص قلت: هذا سند صحيح، رواه أبو عبد اللَّه الحاكم في الكنى بسند صحيح عن الشعبي (رحمه اللّه تعالى) أن المسلمين قالوا لأبي العاص: يا أبا العاص إنك في شرف من قريش و أنت ابن عمّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و صهره، فهل لك أن تسلم و تغنم ما معك من أموال أهل مكة؟ فقال: بئس ما أمرتموني به أن أفتتح ديني بغدرة.

قال ابن إسحاق، و محمد بن عمر، و الشعبي: ثم احتمل أبو العاص إلى مكة فأدّى إلى كل ذي حق حقه. ثم قام فقال: «يا أهل مكة هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ يا أهل مكة هل أوفيت ذمّتي؟» قالوا: اللهم نعم، فجزاك اللَّه خيرا فقد وجدناك وفيّا كريما. قال:

«فإني أشهد ألا إله إلا اللَّه و أن محمدا عبده و رسوله، و اللَّه ما منعني من الإسلام عنده إلا أني خشيت أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما أدّاها اللَّه إليكم و فرغت منها أسلمت».

ثم خرج حتى قدم على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة. قال ابن عباس: ردّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئا. و في رواية عنه ردّها رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد ست سنين. و في رواية بعدها: ستة بالنكاح الأول و في الرواية: و لم يحدث نكاحا. رواه ابن جرير.

تنبيهات‌

الأول: كذا ذكر محمد بن عمر، و ابن سعد، و البلاذري، و القطب، و العراقي، و جرى عليه في العيون أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أرسل زيد بن حارثة لأهل هذه العير. و اقتضى كلام ابن‌


[1] عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة التنوري، مولى بني العنر، أحد الحفاظ. روى عن أيوب، و يزيد الرّشك، و طبقتهما. و عنه مسدّد، و حميد بن مسعدة، و أبو معمر المقعد، و خلق. و كان يضرب المثل بفصاحته، و إليه المنتهى في التثبت. إلّا أنه قدري متعصّب لعمرو بن عبيد. و كان حماد بن زيد ينهى المحدثين عن الحمل عنه للقدر. و قال يزيد بن زريع: من أتى مجلس عبد الوارث فلا يقربني. ميزان الاعتدال 2/ 677.

[2] داود بن أبي هند، القشيري مولاهم، أبو بكر أو أبو محمد البصري ثقة متقن، كان يهم بآخره من الخامسة مات سنة أربعين و قيل قبلها. التقريب 1/ 235.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست