responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 435

[فجعلت أري أمثال النّسور تهوي و تمشي في رفرفها و سمعت لغطا و غمغمة حتى خفت على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)‌]. و غشيته أسودة كثيرة حالت بيني و بينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطّعون مثل قطع السحاب ذاهبين [1].

و قد تقدّم بأبسط من هذا في باب إسلام الجنّ في أوائل الكتاب قبيل أبواب المعراج و اللّه أعلم.

الباب الثامن و التسعون فيما روي عن اجتماع إلياس به إن صح الخبر، (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال أنس- و اللفظ للحاكم- قال لي إلياس: من أنت؟ قلت: أنا أنس بن مالك خادم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). قال: فأين هو؟ قلت: هو يسمع كلامك. قال: «فأته فأقرئه مني السلام و قل له أخوك إلياس يقرئك السلام». قال: فأتيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأخبرته. فجاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و دنا معه حتى إذا كنا قريبا منه تقدّم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و تأخرت. فتحدثا طويلا.

و لفظ الحاكم: «حتى جاءه فعانقه و سلّم عليه، ثم قعدا يتحدثان. فقال إلياس: «يا رسول اللّه، إني إنما آكل في السنة يوما، و هذا يوم فطري، فآكل أنا و أنت». فنزل عليهم من السماء شبه السّفرة. قال ابن أبي الدنيا. فيها كمأة و رمّان و كرفس. و قال الحاكم: عليها خبز و حوت و كرفس. فأكلا و أطعماني و صلّيا، ثم ودّعه، و جاءت سحابة فاحتملته. و كنت انظر إلى بياض ثيابه تهوي به قبل الشام».

الحديث في سنده يزيد بن يزيد الموصلي التيمي [مولى لهم‌]. قال ابن الجوزي و الذهبي إنه حديث باطل و اتهما به يزيد. قال الذهبي: إنما استحى الحاكم من اللّه تعالى أن يصحح مثل هذا الحديث، و قال في تلخيص المستدرك: هذا موضوع، قبّح اللّه من وضعه و ما كنت أحسب أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح مثل هذا، و هو مما افتراه يزيد الموصلي.

قلت: كما أن البيهقي ذكره في الدلائل و قال: هذا الذي روي في هذا الحديث في قدرة اللّه جائز، و ما خصّ اللّه به رسوله من المعجزات يثبته، إلا أن إسناد هذا الحديث ضعيف بما ذكرته و نبهت على حاله. و رواه ابن شاهين، و ابن عساكر بسند فيه مجهول عن واثلة بن الأسقع أطول مما هنا و فيه ألفاظ منكرة. و على كل حال لم يصح في هذا الباب شي‌ء. قال الشيخ في النكت البديعات: أخرجه الحاكم، و البيهقي في الدلائل و قال إنه ضعيف.


[1] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 503 و أبو نعيم في الدلائل (129).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست