responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 427

الباب الرابع و التسعون في وفود همدان إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قالوا: قدم وفد همدان على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و عليهم مقطّعات الحبرات مكفّفة بالديباج، و فيهم حمزة بن مالك من ذي مشعار، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «نعم الحيّ همدان ما أسرعها إلى النّصر و أصبرها على الجهد و منهم أبدال و أوتاد الإسلام».

فأسلموا و كتب لهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كتابا بمخلاف خارف، و يام، و شاكر، و أهل الهضب، و حقاف الرّمل من همدان لمن أسلم منهم [1].

و في زاد المعاد: «و قدم عليه وفد همدان منهم مالك بن النّمط، و مالك بن أيفع، و ضمام بن مالك، و عمرو بن مالك فلقوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عند منصرفة من تبوك و عليهم مقطّعات الحبرات و العمائم العدنية برحال الميس على الرواحل المهريّة و الأرحبيّة، و مالك بن النّمط يرتجز بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و يقول:

إليك جاوزن سواد الرّيف‌* * * في هبوات الصّيف و الخريف‌

مخطّمات بحبال اللّيف

و ذكروا له كلاما حسنا فصيحا، فكتب لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كتابا أقطعهم فيه ما سألوه و أمّر عليهم مالك بن النّمط و استعمله على من أسلم من قومه، و أمره بقتال ثقيف و كان لا يخرج لهم سرح إلا أغاروا عليه. و قد روى البيهقي بإسناد صحيح من حديث ابن إسحاق عن البراء أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام. قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام. فلم يجيبوه، ثم أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه و أمره أن يعقّب خالدا إلا رجلا ممّن كان مع خالد أحبّ أن يعقّب مع عليّ فليعقّب معه. قال البراء: فكنت فيمن عقّب مع عليّ. فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا- فصلّى بنا عليّ ثم صفنا صفّا واحدا ثم تقدّم بين أيدينا و قرأ عليهم كتاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأسلمت همدان جميعا.

فكتب. عليّ إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بإسلامهم، فلما قرأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الكتاب خرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال: «السلام على همدان السلام على همدان». و أصل الحديث في صحيح البخاري‌

[2] و هذا أصحّ مما تقدّم. و لم تكن همدان أن تقاتل ثقيفا و لا تغير على سرحهم فإن همدان باليمن و ثقيفا بالطائف».

و قال ابن إسحاق: «فقام مالك بن نمط بين يديه فقال: يا رسول اللّه نصيّة من همدان‌


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 74 و ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 440 و ذكره المتقي الهندي في الكنز (34030).

[2] أخرجه البيهقي في السنن 2/ 266 و في الدلائل 5/ 369 و أصله في البخاري كتاب المغازي 7/ 663.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست