responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 392

الباب السابع و السبعون في وفود فروة بن مسيك إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال ابن إسحاق، و محمد بن عمر (رحمهما اللّه تعالى): قدم فروة بن مسيك المراديّ رضي اللّه تعالى عنه وافدا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مفارقا لملوك كندة و متابعا للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال في ذلك:

لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت‌* * * كالرّجل خان الرّجل عرق نسائها

قرّبت راحلتي أؤمّ محمّدا* * * أرجو فواضلها و حسن ثرائها

ثم خرج حتى أتى المدينة، و كان رجلا له شرف، فأنزله سعد بن عبادة عليه ثم غدا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو جالس في المسجد فسلّم عليه‌

ثم قال: يا رسول اللّه أنا لمن ورائي من قومي. قال: «أين نزلت يا فروة؟» قال: على سعد بن عبادة.

و كان يحضر مجلس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كلما جلس و يتعلّم القرآن و فرائض الإسلام و شرائعه.

و كان بين مراد و همدان قبيل الإسلام وقعة أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا حتى أثخنوهم في يوم يقال له يوم الرّدم. و كان الذي قاد همدان إلى مراد الأجدع بن مالك في ذلك اليوم. قال ابن هشام: الذي قاد همدان في ذلك اليوم بن حريم الهمداني.

قال ابن إسحاق: فلما انتهى إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «يا فروة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟» قال: يا رسول اللّه، من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم و لا يسوءه ذلك؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أما إنّ ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا» [1].

و في ذلك اليوم يقول فروة بن مسيك:

مررن على لفات و هنّ خوص‌* * * ينازعن الأعنّة ينتحينا

فإن نغلب فغلّابون قدما* * * و أن نغلب فغير مغلّبينا

و ما إن طبّنا جبن و لكن‌* * * منايانا و دولة آخرينا

كذاك الدّهر دولته سجال‌* * * تكرّ صروفه حينا فحينا

فبينا ما نسرّ به و نرضى‌* * * و لو لبست غضارته سنينا

إذا انقلبت به كرّات دهر* * * فألفيت الألى غبطوا طحينا

فمن يغبط بريب الدّهر منهم‌* * * يجد ريب الزمان له خؤونا

فلو خلد الملوك إذا خلدنا* * * و لو بقي الكرام إذا بقينا


[1] انظر البداية و النهاية 5/ 71.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست