responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 382

الباب الثامن و الستون في وفود بني عذرة إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال محمد بن عمر، و ابن سعد (رحمهما اللّه تعالى): قالوا: قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في صفر سنة تسع وفد بني عذرة اثنا عشر رجلا فيهم جمرة بن النعمان العذري، و سليم، و سعد ابنا مالك، و مالك بن أبي رباح، فنزلوا دار رملة بنت الحديث النّجّارية. ثم جاءوا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فسلّموا بسلام أهل الجاهلية. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «من القوم؟» فقال متكلمهم:

من لا ننكر، نحن بنو عذرة إخوة قصي لأمه، [نحن الذين عضدوا قصيّا] و أزاحوا من بطن مكة خزاعة و بني بكر و لنا قرابات و أرحام. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «مرحبا بكم و أهلا، ما أعرفني بكم فما يمنعكم من تحية الإسلام؟» قالوا: كنّا على ما كان عليه آباؤنا، فقدمنا مرتادين لأنفسنا و لقومنا. و قالوا: إلام تدعو؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أدعوا إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له و أن تشهدوا أني رسول اللّه إلى الناس جميعا» أو قال: «كافّة». فقال متكلمهم: فما وراء ذلك من الفرائض؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أدعوا إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له و أن تشهدوا الصلوات تحسن طهورهن و تصليهن إلى مواقيتهن فإنه أفضل العمل». ثم ذكر لهم سائر الفرائض من الصيام و الزكاة و الحج. فقال المتكلم: اللّه أكبر، نشهد ألا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه، قد أجبناك إلى ما دعوت إليه و نحن أعوانك و أنصارك، يا رسول اللّه إن متجرنا الشام و به هرقل فهل أوحى إليك في أمره بشي‌ء؟ فقال: «أبشروا فإن الشام ستفتح عليكم و يهرب هرقل إلى ممتنع بلاده». و نهاهم (صلّى اللّه عليه و سلم) عن سؤال الكاهنة. فقد قالوا: يا رسول اللّه إن فينا امرأة كاهنة قريش و العرب يتحاكمون إليها فنسألها عن أمور. فقال (صلّى اللّه عليه و سلم): «لا تسألوها عن شي‌ء». فقال متكلمهم: اللّه أكبر، ثم سأله عن الذّبح الذي كانوا يذبحون في الجاهلية لأصنامهم. فنهاهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عنها. و قال: «لا ذبيحة لغير اللّه عز و جل، و لا ذبيحة عليكم في سنتكم إلا واحدة». قال: و ما هي؟ قال: «الأضحيّة ضحية العاشر من ذي الحجة، تذبح شاة عنك و عن أهلك». و سألوا النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم فيها. و أقاموا أياما. ثم انصرفوا إلى أهليهم و أمر لهم بجوائز كما كان يجيز الوفد، و كسا أحدهم بردا.

و روى ابن سعد (رحمه اللّه تعالى) عن مدلج بن المقداد بن زمل العذريّ و غيره قالوا: وفد زمل بن عمرو العذريّ على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فعقد له لواء على قومه و أنشأ يقول حين وفد على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم):

إليك رسول الله أعملت نصّها* * * أكلّفها حزنا و قوزا من الرّمل‌

لأنصر خير النّاس نصرا مؤزّرا* * * و أعقد حبلا من حبالك في حبلي‌

و أشهد أنّ الله لا شي‌ء غيره‌* * * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست