responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 348

الباب الخامس و الخمسون في وفد بني شيبان إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى ابن سعد عن قيلة بنت مخرمة قالت: قدمت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مع وفد شيبان، و هو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) متخشّعا في الجلسة أرعدت من الفرق. فقال جليسه: يا رسول اللّه أرعدت المسكينة. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لم ينظر إليّ و أنا عند ظهره:

«يا مسكينة عليك السّكينة». فلما قالها أذهب اللّه ما كان أدخل قلبي من الرعب.

و تقدّم صاحبي أوّل رجل فبايعه على الإسلام عليه و على قومه، ثم قال: يا رسول اللّه اكتب بيننا و بين بني تميم بالدّهناء لا يجاوزنا إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور. فقال: «يا غلام اكتب له بالدهناء».

فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي و هي وطني و داري، فقلت: يا رسول اللّه إنه لم يسألك السّويّة من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيّد الجمل و مرعى الغنم، و نساء تميم و أبناؤها وراء ذلك. فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء و الشّجر، و يتعاونان على الفتّان». فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى و قال: كنت أنا و أنت كما قيل: «حتفها تحمل ضأن بأظلافها» فقلت: أما و اللّه إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا بذي الرّحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمت على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لكن لا تلمني على حظّي إذ سألت حظّك. فقال: و ما حظّك في الدهناء لا أبا لك؟ فقلت: مقيّد جملي تسأله لجمل امرأتك.

فقال: لا جرم إني أشهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أني لك أخ ما حييت، إذ أثنيت هذا عليّ عنده فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أيلام ابن ذه أن يفصل الخطّة و ينتصر من وراء الحجرة»، فبكيت ثم قلت: و اللّه كنت ولدته يا رسول اللّه حازما فقاتل معك يوم الرّبذة، ثم ذهب يحيرني من خيبر فأصابته حمّاها و ترك عليّ النساء. فقال: «و الذي نفس محمد بيده لو لم تكوني مسكينة لجرّرناك اليوم على وجهك أو لجررت على وجهك» شكّ عبد الله، «أ يغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبة في الدنيا معروفا فإذا حال بينه و بينه من هو أولى به منه استرجع». ثم قال: «ربّ أنسني ما أمضيت و أعنّي على ما أبقيت، و الذي نفس محمد بيده إن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه فيما عباد اللّه لا تعذّبوا إخوانكم» و كتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة و للنّسوة بنات قيلة: «ألّا يظلمن حقّا و لا يكرهن على منكح، و كل مؤمن مسلم لهنّ نصير أحسنّ و لا تسئن» [1].


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 58 و ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 14، 15.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست