responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 346

الباب الرابع و الخمسون في وفود بني سليم إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قالوا: و قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) رجل من بني سليم يقال له: قيس بن نسيبة فسمع كلامه و سأله عن أشياء فأجابه و وعى ذلك كله و دعاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الإسلام فأسلم و رجع إلى قومه بني سليم فقال: قد سمعت برجمة الروم و هينمة فارس و أشعار العرب و كهانة الكاهن و كلام مقاول حمير فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم فأطيعوني و خذوا نصيبكم منه.

فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فلقوه بقديد و هم سبعمائة.

و يقال كانوا ألفا و فيهم العبّاس بن مرداس، و أنس بن عبّاس بن رعل، و راشد بن عبد ربه فأسلموا و قالوا: اجعلنا في مقدّمتك و اجعل لواءنا أحمر و شعارنا مقدّما. ففعل ذلك بهم فشهدوا معه الفتح و الطائف و حنينا و أعطى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) راشد بن عبد ربه رهاطا و فيها عين يقال لها عين الرسول. و كان راشد يسدن لبني سليم فرأى يوما ثعلبين يبولان عليه فقال:

أربّ يبول الثّعلبان برأسه‌* * * لقد ذلّ من بالت عليه الثّعالب [1]

ثم شدّ عليه فكسره.

ثم أتى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال له: «ما اسمك؟» قال: غاوي بن عبد العزّى قال: «أنت راشد بن عبد ربه». فأسلم و حسن إسلامه و شهد الفتح مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «خير قرى عربيّة خيبر و خير بني سليم راشد» [2].

و عقد له على قومه.

و روى ابن سعد عن رجل من بني سليم من بني الشريد قالوا: وفد رجل منا يقال له قدد بن عمّار على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالمدينة فأسلم و عاهده على أن يأتيه بألف من قومه على الخيل.

ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر فخرج معه تسعمائة و خلّف في الحيّ مائة فأقبل بهم يريد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فنزل به الموت فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه: إلى عباس بن مرداس و أمّره على ثلاثمائة، و إلى جبّار بن الحكم و هو الفرّار الشّريدي و أمّره على ثلاثمائة، و إلى الأخنس بن يزيد و أمّره على ثلاثمائة و قال: ائتوا هذا الرجل حتى تقضوا العهد الذي في عنقي، ثم مات. فمضوا حتى قدموا على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

فقال: «أين الرجل الحسن الوجه الطويل اللسان الصادق الإيمان؟» قالوا: يا رسول اللّه دعاه اللّه فأجابه و أخبروه خبره فقال: «أين تكملة الألف الذين عاهدني‌




[1] البيت للعباس بن مرداس انظر ملحق ديوانه 151 و نسب أبي ذر انظر اللسان (ثعلب) و غيرهما انظر الدرر 4/ 104 جمهرة اللغة (1181) الهمع 2/ 22.

[2] أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 141.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست