responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 34

الباب الثالث عشر في سرية أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد رضي اللَّه تعالى عنه إلى قطن في أول المحرم على رأس خمسة و ثلاثين شهرا من مهاجر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

و سببها أن رجلا من طي‌ء اسمه الوليد بن زهير بن طريف قدم المدينة زائرا ابنة أخيه زينب، و كانت تحت طليب بن عمير بن وهب، فأخبر أن طليحة، و سلمة ابني خويلد تركهما قد سارا في قومهما و من أطاعهما يدعوانهم لحرب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم). فنهاهم قيس بن الحارث بن عمير. فقال: «يا قوم و اللَّه ما هذا برأي، ما لنا قبلهم وتر، و ما هم نهبة لمنتهب [إن دارنا لعبيدة من يثرب، و ما لنا جمع كجمع قريش، مكثت قريش دهرا تسير في العرب تستنصرها، و لهم وتر يطلبونه، ثم ساروا قد امتطوا الإبل و قادوا الخيل و حملوا السلاح مع العدد الكثير، ثلاثة آلاف مقاتل سوى أتباعهم‌] و إنما جهدكم أن تخرجوا في ثلاثمائة رجل إن كملوا فتفرّون بأنفسكم و تخرجون من بلادكم [و لا آمن من أن تكون الدّبرة عليكم‌] فعصوه.

فلما بلغ ذلك رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) دعا أبا سلمة رضي اللَّه تعالى عنه و قال: «أخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها». و عقد له لواء، و قال: «سر حتى ترد أرض بني أسد بن خزيمة، فأغر عليهم قبل أن تلاقى عليكم جموعهم».

و أوصاه بتقوى اللَّه تعالى و بمن معه من المسلمين خيرا. فخرج معه في تلك السرية خمسون و مائة رجل، و معه الرجل الطائي دليلا، فأغذّ السير و نكب بهم عن سنن الطريق، و سار بهم ليلا و نهارا فسبقوا الأخبار و انتهوا إلى ذي قطن: ماء من مياه بني أسد و هو الذي كان عليه جمعهم. فأغاروا على سرح لهم فضمّوه و أخذوا رعاء لهم مماليك ثلاثة و أفلت سائرهم. فجاؤوا جمعهم فأخبروهم الخبر و حذروهم جمع أبي سلمة، و كثّروه عندهم، فتفرّق الجمع في كل وجه، و ورد أبو سلمة الماء، فوجد الجمع قد تفرّق. فعسكر و فرّق أصحابه في طلب النّعم و الشّاء. فجعلهم ثلاث فرق. فرقة أقامت معه و فرقتان أغارتا في ناحيتين شتى و أوعز إليهما ألا يمعنوا في الطلب و ألا يبيّتوا إلا عنده إن سلموا، و أمرهم ألا يفترقوا و استعمل على كل فرقة عاملا منهم فآبوا إليه جميعا سالمين قد أصابوا إبلا و شاء و لم يلقوا أحدا. فانحدر أبو سلمة بذلك كله راجعا إلى المدينة و رجع معه الطائي.

فلما ساروا ليلة قسّم أبو سلمة الغنائم و أخرج صفيّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عبدا و أخرج الخمس و أعطى الطائي الدليل رضاه من المغنم ثم قسم ما بقي بين أصحابه فأصاب كل إنسان سبعة أبعرة، و قدم بذلك إلى المدينة و لم يلق كيدا. و ذكر أبو عمر، و أبو عبيدة أن مسعود بن عروة قتل في هذه السرية.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست