responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 336

الباب الخامس و الأربعون في وفود دوس إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال: قدم على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أربعمائة من دوس فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «مرحبا أحسن الناس وجوها و أطيبهم أفواها و أعظمهم أمانة [1]» رواه الطبراني بسند ضعيف.

قال في زاد المعاد: قال ابن إسحاق: كان الطّفيل بن عمرو و الدوسي [2] يحدّث أنه قدم مكة و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بها. فمشى إليه رجال من قريش، و كان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا فقالوا له: يا طفيل إنك قدمت بلادنا و هذا الرجل الذي بين أظهرنا فرّق جماعتنا و شتت أمرنا، و إنما قوله كالسّحر يفرّق بين المرء و ابنه، و بين المرء و أخيه و بين الرجل و زوجه، و إنا نخشى عليك و على قومك ما قد دخل علينا فلا تكلّمه و لا تسمع منه. قال: فو اللَّه ما زالوا بي حتى أجمعت ألّا أسمع منه شيئا و لا أكلّمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شي‌ء من قوله.

قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قائم يصلّي عند الكعبة، فقمت قريبا منه، فأبى اللَّه إلا أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي وا ثكل أمياه، و اللَّه إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان ما يقول حسنا قبلت و إن كان قبيحا تركت.

قال: فمكثت حتى انصرف رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى بيته فتبعته حتى إذا دخل بيته، دخلت عليه فقلت: يا محمد إن قومك قد قالوا لي كذا و كذا، فو اللَّه ما برحوا يخوّفوني أمرك حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبي اللَّه إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض عليّ أمرك. فعرض عليّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الإسلام و تلا عليّ القرآن فلا و اللَّه ما سمعت قولا قط أحسن منه و لا أمرا أعدل منه فأسلمت و شهدت شهادة الحق و

قلت: يا نبيّ اللَّه إني امرؤ مطاع في قومي و إني راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام، فادع اللَّه لي أن يجعل لي آية تكون عونا لي عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال: «اللهم اجعل له آية».

قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عينيّ مثل المصباح قلت: اللهم في غير وجهي، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي‌


[1] أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 222 و ذكره الهيثمي في المجمع 10/ 50.

[2] (الطفيل) بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي ... و قيل هو ابن عبد عمرو ابن عبد اللَّه بن مالك بن عمرو بن فهم لقبه ذو النور قيل استشهد باليمامة قاله ابن سعد تبعا لابن الكلبي و قيل باليوموك قاله ابن حبان و قيل بأجناديين قاله موسى بن عقبة بن شهاب و أبو الأسود عن عروة. الإصابة 3/ 286، 288.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست